إيلاف من سان فرانسيسكو: زمان، كانت لَمّة العائلة تعني أحاديث دافئة، ضحكات صادقة، وربما شجارًا بسيطًا حول من أكل آخر قطعة كنافة.
أما اليوم؟ فكل فرد من العائلة حاضر بجسده، ومشبوك بشاشته. كأن الاجتماع العائلي أصبح "أونلاين".
الأب يتصفح "فيسبوك"، الأم تتابع وصفات الطبخ على "سناب شات"، والأطفال؟ منشغلون بتصوير تحدي "من يرمش أقل" ونشره فورًا.
حتى الطلبات اليومية تغيّرت:
- "ماما، ممكن موية؟"
- "اكتبها في الجروب، يا حبيبي!"
الجد الذي اعتاد ان يرفع صوته ليروي لنا ذكرياته من زمن الطفولة، أصبح الآن يرفع صوته فقط عندما لا تفهمه "سيري Siri"!
الغريب؟ لا أحد يبدو منزعجًا. الكل مستمتع بالعزلة الجماعية.
جلسة واحدة فيها خمس شواحن… وصفر تواصل بصري!
فهل اللوم يقع على التكنولوجيا؟ ليس تمامًا.
نحن من سمحنا لها أن تكون بيننا، وبين عائلاتنا وأطفالنا، بلا حدود ولا ضوابط.
أدخلناها مجالسنا، وتركناها تشاركنا التفاصيل الصغيرة، حتى أصبح الحضور حقيقيًا… والتواصل افتراضيًا. و"المحادثة الإنسانية" أصبحت أصعب.
الحل؟
ربما نبدأ بتجربة بسيطة: نُطفئ شبكة الواي فاي لساعة واحدة فقط.
من يدري؟ قد نكتشف أن خالتي لا تزال تملك روح الدعابة، وأن أختي تحتفظ بنكتة قديمة منذ عام 2014 لم تجد الوقت لترويها بعد.
التعليقات