إيلاف من الدوحة: قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، مشيراً إلى أن مفاوضات "جادة" تجري حاليًا بين الجانبين، وأن الهدف هو الوصول إلى تسوية تُفضي إلى السلام وتجنّب التصعيد.
وفي مؤتمر صحفي عقده في العاصمة القطرية الدوحة، ثاني محطات جولته الخليجية التي بدأها الأربعاء من الرياض، قال ترامب: "نحن نخوض مفاوضات جادة مع إيران، ونقترب من التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يُفضي إلى السلام"، دون تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة المفاوضات أو الأطراف المشاركة فيها. وأضاف: "نريد معالجة مشكلة إيران بطريقة ذكية، لكن ليست عنيفة"، مشدداً على أهمية إيجاد حلول دبلوماسية تُجنّب المنطقة مزيداً من التوتر.
اتفاقات اقتصادية بمليارات الدولارات
قال ترامب إن جولته الخليجية الحالية قد تسفر عن اتفاقات اقتصادية وتجارية تصل قيمتها إلى 4 تريليونات دولار، موضحًا أن "الفرص المطروحة في المنطقة هائلة"، وأن الولايات المتحدة تعمل على "تعزيز الشراكات في مجالات الاقتصاد والأمن والطاقة مع دول الخليج".
وفي سياق متصل، قال إن على واشنطن أن تركز على سداد ديونها قبل التفكير في إنشاء صندوق ثروة سيادي، مضيفًا: "لا يمكننا الحديث عن صندوق سيادي للولايات المتحدة بينما نحن غارقون في الديون. يجب أن نسدد أولاً، ثم نبدأ في بناء شيء كهذا".
زيارة لقاعدة العديد الجوية
أعلن ترامب عزمه زيارة قاعدة العديد الجوية جنوب غربي العاصمة القطرية، قبل مغادرته البلاد. وتُعد القاعدة من أكبر المنشآت العسكرية الأميركية في منطقة الخليج، وتُعرف أيضاً باسم "مطار أبو نخلة".
تأسست قاعدة العديد في أواخر التسعينيات، وبدأ الأميركيون في إدارتها رسميًا عام 2001. وقد لعبت دورًا محوريًا في حروب الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، وتضم مئات الجنود الأميركيين، وطائرات حربية ومعدات متقدمة، إضافة إلى أطول ممر للهبوط الجوي في الخليج. وفي كانون الأول (ديسمبر) 2002، وقّعت قطر والولايات المتحدة اتفاقًا يمنح غطاءً قانونيًا للوجود الأميركي في القاعدة.
طائرة "هدية" من قطر تثير الجدل
قال ترامب إن إدارته تفكّر في قبول طائرة فاخرة من دولة قطر تُقدّر قيمتها بـ400 مليون دولار، واصفًا الخطوة بأنها "لفتة عظيمة سيكون من الغباء رفضها". وقد أثارت هذه التصريحات انتقادات من بعض أعضاء الحزب الديمقراطي الذين وصفوا الأمر بأنه "غير قانوني"، فيما نفى البيت الأبيض وجود مخالفة دستورية.
احتمال استئناف العمليات ضد الحوثيين
وفيما يتعلق بالملف اليمني، صرّح ترامب بأن الولايات المتحدة قد تستأنف العمليات العسكرية ضد الحوثيين في حال نفّذوا هجومًا جديدًا. وقال: "نحن نتعامل مع الحوثيين، وأعتقد أن ذلك كان ناجحًا جداً، ولكن ربما يتم شن هجوم غداً، وفي هذه الحالة نعود إلى الهجوم".
وكانت محادثات بين واشنطن والحوثيين قد جرت في وقت سابق من شهر أيار (مايو) الجاري، برعاية سلطنة عمان.
تصريحات مثيرة بشأن غزة
وفي تصريح لافت، وصف ترامب قطاع غزة بأنه "منطقة ذات أهمية كبيرة من الناحية العقارية"، معبّراً عن اهتمامه بالمشاركة في "إعادة صياغة مستقبلها".
وأشار إلى إمكانية نشر قوة سلام أميركية في غزة "تسيطر عليها دون أن تملكها"، قائلاً: "يمكننا المشاركة، لكن ليس بالضرورة امتلاكها. قوة سلام أميركية قد تكون فكرة جيدة، بدلاً من استمرار القتل والمشاكل التي نسمع عنها منذ سنوات".
واقترح ترامب نقل السكان الفلسطينيين إلى دول أخرى قال إنها "مستعدة لاستقبالهم"، كما عبّر عن رغبته في إعادة تسمية غزة لتُصبح "منطقة حرية"، بدلاً مما وصفه بأنه "مكان يموت فيه الجميع ويشبه الجحيم".
وأضاف: "مستوى القتل في قطاع غزة مذهل، ولا يمكن لذلك أن يستمر طويلاً".
زيارة محتملة إلى تركيا رهناً بالتقدم الروسي–الأوكراني
قال ترامب إن احتمال قيامه بزيارة إلى تركيا يوم الجمعة "لا يزال مطروحاً"، موضحًا أن القرار يعتمد على ما إذا تحقق "تقدم ملموس في المحادثات الجارية بين روسيا وأوكرانيا". ومن المقرر أن تصل وفود من الجانبين إلى مدينة إسطنبول لعقد أول جولة مباحثات مباشرة منذ ربيع عام 2022.
وختم بقوله: "نراقب المحادثات عن كثب، وإذا حدث تقدم حقيقي، فقد تكون زيارتي إلى تركيا خطوة مهمة لدعم السلام في المنطقة".
التعليقات