إيلاف من الرياض: قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة التي لديها "أعظم وأقوى جيش" في العالم، ستواجه أي تهديد ضدها وضد شركاءها بـ"القوة الساحقة والمدمرة"، مشيراً إلى أن واشنطن والرياض اتخذتا خطوات بـ"اتجاه جعل العلاقة أقوى وأوثق من أي وقت مضى".

وأشاد ترمب في كلمة له خلال منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، بالعلاقات "التاريخية" بين الولايات المتحدة والسعودية، وقال: "نحن نؤكد على هذه العلاقة الوثيقة، عبر اتخاذ خطوات باتجاه جعل العلاقة أقوى وأوثق من أي وقت مضى".

وأشار إلى أنه زار السعودية لـ"الحديث عن مستقبل الشرق الأوسط المشرق"، لكنه تطرق عقب ذلك لإنجازات إدارته خلال الفترة الماضية مقارنة بالإدارات الأميركية السابقة في عدة مجالات أبرزها الهجرة غير الشرعية.

وتابع: "جئت اليوم للحديث عن المستقبل للشرق الأوسط المشرق، ولكن اسمحوا لي أولاً أن أبدأ بمشاركة الأخبار الجيدة من مكان يسمى أميركا. ففي أقل من 4 أشهر، حققت إدارتنا الجديدة أكثر مما تمكنت معظم الإدارات الأخرى من تحقيقه في 4 سنوات، أو حتى 8 سنوات".

وتحدث الرئيس الأميركي عن "تحسن" في اقتصاد الولايات المتحدة منذ توليه المنصب في كانون الثاني (يناير) الماضي، قائلاً: "إن كل أسعار الطاقة والغاز والمنتجات الغذائية انخفضت، ولا يوجد تضخم في البلاد، وخلال الأسابيع الماضية خلقنا 460 ألف وظيفة جديدة".

ورأى ترمب أن إدارته "حققت عودة سريعة للقوة الأميركية في الداخل والخارج، وتعمل حالياً مع غالبية دول المنطقة التي تسعى للاستقرار والهدوء"، مؤكداً على أن "مهمتنا هي التوحد ضد قلة من عملاء الفوضى والإرهاب المتبقين، والذين يحتجزون أحلام ملايين الناس العظماء كرهينة".

وأردف: "قبل 8 سنوات بالضبط في مثل هذا الشهر، وقفت في هذه القاعة ذاتها متطلعاً إلى مستقبل تطرد فيه دول هذه المنطقة قوى الإرهاب والتطرف، وتحتل مكانة بين أكثر الدول ازدهاراً ونجاحاً من أي مكان في العالم، كقادة للشرق الأوسط الحديث والصاعد".

وتطرق ترمب إلى الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، ومن ضمنها صفقات أسلحة بقيمة 142 مليار دولار. وأكد أن لدى الولايات المتحدة "أعظم وأقوى جيش، وأقوى من أي جيش آخر، ولا أحد قريب منه، ولدينا أفضل أسلحة حول العالم، لكننا لا نريد استخدامها"، مشدداً على أنه "في حال تم تهديد أميركا أو شركاءنا، فسوف تواجه ذلك بالقوة الساحقة والمدمرة".

وذكر أن زيارته إلى السعودية تضيف للولايات المتحدة استثمارات تزيد على تريليون دولار، مشيراً إلى صفقات تجارية بمليارات الدولارات متوقعة مع شركات كبرى، منها أمازون وأوراكل وغيرهما.

وأضاف: "هناك صفقات تجارية بمليارات الدولارات مع شركات أمازون وأوراكل وأيه إم دي، جميعهم هنا، إضافة إلى شركات أوبر وكوالكوم وجونسون آند جونسون وغيرهم".

وأشار الرئيس الأميركي، إلى أن "أمام أعيننا، جيل جديد من القادة الذين يسعون لتجاوز الصراعات القديمة، والانقسامات المرهقة في الماضي، عبر صناعة مستقبل يتم فيه تعريف الشرق الأوسط من خلال التجارة، وليس الفوضى".

وتابع: "إذا اغتنمت الدول المسؤولة بالمنطقة هذه اللحظة، ووضعت خلافاتها جانباً، وركزت على المصالح التي توحدها، فإن البشرية كلها ستتفاجئ قريباً مما سوف تراه".

ولفت إلى أنه "بمساعدة شعوب الشرق الأوسط، الحاضرين في هذه القاعة، والشركاء في جميع أنحاء المنطقة، يمكن للعصر الذهبي للشرق الأوسط أن يمضي قدماً حيث سنعمل وسننجح معاً، كما سننتصر معاً، وسنبقى أصدقاء دائماً".

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وقع مع ترمب بالعاصمة الرياض، في وقت سابق الثلاثاء، على "وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية" بين حكومتي البلدين، كما شهدا تبادل وإعلان عددٍ من الاتفاقيات ومذكرات التعاون الثنائية في عدة مجالات أبرزها الطاقة والدفاع والذكاء الاصطناعي.

وقال البيت الأبيض في بيان، إن ترمب أعلن عن التزام السعودية باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، ما يعزز الروابط الاقتصادية التي ستستمر لأجيال قادمة، واصفاً الاتفاقيات بأنها "تاريخية وجوهرية"، وتمثل "بداية فترة ذهبية جديدة من الشراكة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية".