في حضرة الأصدقاء الحقيقيين، تتقزَّم المسافات، وتتلاشى الأزمنة، لأن الودّ لا يعرف غيابًا… والقلوب تعرف طريقها جيدًا نحو من أحبّت، حتى وإن باعدت الأيام بين الأجساد.
هذه الكلمات إلى الصديق العزيز د. عبدالعزيز محي الدين خوجة .. الذي بقي ضوءًا… مهما تغيّر الزمان.

‏بَلْ أَنْتَ...
أَنْتَ يَا صَدِيقِي!
‏وَالْمَكَانُ...
‏هُوَ الْمَكَانُ،
لَمْ يَتَغَيَّرْ.
‏فَالْقَلْبُ مَكَانُكَ،
‏وَأَنْتَ فِيهِ...
‏دَوْمًا وَأَبَدًا.
‏تَتَبَدَّلُ الْأَيَّامُ،
‏وَتَتَغَيَّرُ الأَزْمِنَةْ،
‏وَيَبْقَى نُورُكَ...
‏يُضِيءُ كُلَّ الْأَكْوَانْ.
‏تَبْقَى...
‏كَالشَّمْسِ فِي كُلِّ الْأَمَاكِنْ،
‏تُذَكِّرُنَا بِالْعَهْدِ،
‏بِالْوَفَاءِ،
‏وَبِالْأَمَانْ.
‏لَا فَرْقَ...
‏بَيْنَ الْقُرْبِ وَالْبُعْدِ،
‏فَأَنْتَ الأَصِيلُ،
الَّذِي...
‏لَا يُسْتَبْدَلْ.
‏وَإِنْ غِبْتَ عَنَّا،
‏يَا صَدِيقَ الرُّوحِ...
‏يَبْقَى الْوُجُودُ يُنَادِي:
‏"إِنَّ الْحَبِيبَ...
‏إِلَى الْقُلُوبِ سَيَعُودْ!"
‏فَلَا تَزَلْ كَالسَّحَابِ الْهَاطِلِ،
‏تَرْوِي الأَرْضَ،
‏وَتَنْثُرُهَا بِالْوُرُودْ...
‏وَلَا تَزَلْ كَالنَّدَى الْعَاطِرِ،
‏يُعَطِّرُ أَيَّامَنَا بِالْأَمَلْ.
‏فَمَكَانُكَ فِي الْقَلْبِ،
‏كَالْبَدْرِ فِي أَعَالِي السَّمَا...
‏لَا يَغِيبُ،
‏وَلَوْ غَابَتِ الشُّهُبُ وَالْفَلَكْ.
‏وَلَوِ انْقَضَى الزَّمَانُ وَمَضَى،
‏وَطَوَتْنَا الْأَيَّامُ وَرَحَلْ،
‏تَبْقَى فِينَا الذِّكْرَى...
‏كَالشَّمْسِ
‏فِي دُجَى اللَّيْلِ،
‏لَا تَأْفُلْ.

‏قد لا نراك كل يوم،
‏لكننا نحمل حضورك معنا في أدقّ اللحظات،
‏وفي أقصى الغياب…
‏لأن من يسكن القلب لا يُغادره.