ما بين الأناقة، الحضور، والخطاب الوطني، تقدم نعمت عون نموذجًا جديدًا للسيدة اللبنانية الأولى، يجمع بين الكلاسيكية والحداثة، وبين البروتوكول الرسمي والبعد الإنساني.
إيلاف من لندن: بخطوة لافتة تضعها في قلب المشهد العام، دشّنت السيدة اللبنانية الأولى نعمت عون حسابها الرسمي على منصة إكس، لتفتح نافذة تواصل مباشر مع اللبنانيين. وفي أول منشور لها، لم يكن الحضور مجرد صورة عابرة، بل رسالة وجدانية حميمة قالت فيها:
"أهلي اللبنانيون، أنتم جزء من كل لحظة وكل حلم. قوتنا كانت وستبقى في محبتنا لبعضنا البعض وفي إيماننا بوطننا. معًا، نبقى اليد التي تمسك بيد الآخر لنحافظ على بلدنا الذي نحبه، وأنا أؤمن أنكم النعمة الحقيقية للبنان".
القوة والرقي
لم يكن ظهور السيدة الأولى مجرد ظهور بروتوكولي، بل جاء مدروسًا بعناية ليعكس مزيجًا من الرصانة والرقي. في أولى صورها الرسمية عبر إنستغرام وX، اختارت نعمت عون طقمًا أنيقًا من توقيع المصمم جان فغالي، يجمع بين الأسود والأبيض، لونان يعكسان عمق الشخصية ورمزيتها. الطقم مكون من سروال واسع وسترة ضيقة عند الخصر بحزام أنيق، يبرز التوازن بين الصرامة والأنوثة.
الأسود والأبيض
اختيار السيدة الأولى للونين الأسود والأبيض لم يكن مجرد قرار جمالي، بل رسالة تحمل دلالات أبعد من ذلك. الأسود رمز للثبات والقوة، والأبيض يعكس الشفافية والنقاء. في ظل التحديات التي يمر بها لبنان، بدت الإطلالة وكأنها تجسد مزيجًا من الحزم والمسؤولية، مع لمسة من الأمل.
إلى جانب الأزياء، اختارت السيدة نعمت تسريحة "البوب" القصيرة، وهي تسريحة عملية تعكس ثقة ووضوحًا، بينما جاء المكياج البرونزي الناعم بألوان ترابية متناغمًا مع ملامحها، ما منحها إطلالة طبيعية راقية.
حضور متوازن
منذ أن أصبحت السيدة اللبنانية الأولى، ظهرت نعمت عون بعدة إطلالات، تميزت جميعها بأسلوب كلاسيكي أنيق، يجمع بين الرسمية والبساطة المدروسة. من أبرز إطلالاتها:
- الأزرق الملكي.. لمسة من الأمل في جولة إنسانية بمراكز علاج سرطان الأطفال بمناسبة اليوم العالمي لسرطان الطفل في 15 شباط (فبراير)، اختارت طقمًا أزرق من توقيع العلامة اللبنانية "غلامودا ستايل"، حيث يعكس اللون الأزرق دلالات الهدوء والقوة.
- النيود الكلاسيكي.. مزيج الأنوثة والرسمية خلال استقبالها عدداً من الشخصيات الرسمية في القصر الرئاسي، ارتدت طقمًا كلاسيكيًا بلون النيود البيج، وأضافت لمسة خاصة عبر فولار ملون عقدته بأسلوب عصري، مما منح الإطلالة طابعًا شخصيًا فريدًا.
- البرغندي الملكي.. أناقة السلطة في استقبالها عقيلة الرئيس السابق ميشال عون، تألقت ببدلة باللون البرغندي من تصميم داليدا عياش، بتنسيق يجمع بين الكلاسيكية والعصرية، ما عزز حضورها الراقي والمتمكن.
- الأبيض والأسود.. أول إطلالة رسمية في أول صورة تذكارية رسمية بعد انتخاب زوجها جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، ظهرت بإطلالة من "موسكينو كوتور"، مكونة من تنورة بيضاء وسترة قصيرة بتفاصيل سوداء، مع حذاء "ديور" أنيق، في اختيار يعكس الاحتفاء والبداية الجديدة.
من هي نعمت عون؟
تنتمي السيدة اللبنانية الأولى نعمت عون إلى عائلة متواضعة من منطقة الشياح، حيث نشأت وتعلمت. عُرفت بشخصيتها القوية والمتزنة، وشغلت منصب رئيسة قسم البروتوكول والعلاقات العامة في الجامعة اللبنانية الأميركية لمدة 23 عامًا، ما منحها خبرة واسعة في العمل الدبلوماسي والمناسبات الرسمية.
على الصعيد الشخصي، هي أم لولدين: خليل، الذي يعمل في القطاع المصرفي ويمارس كرة السلة، ونور، التي تتابع مسيرتها في المؤسسات الدولية. كما أنها جدة لطفلين، وتنتظر حفيدين من ابنتها.
لم تكن حياة نعمت عون سهلة، فهي زوجة لقائد عسكري تولى مسؤوليات كبرى، ما جعلها تواجه تحديات مضاعفة في تربية أبنائها وإدارة حياتها المهنية. رغم ذلك، استطاعت تحقيق توازن بين الأسرة والعمل، وكان لها دور بارز في دعم زوجها طوال مسيرته العسكرية.
وتُعرف السيدة الأولى بتواضعها وانخراطها في العمل الاجتماعي بعيدًا عن الأضواء، حيث شاركت في عدة مبادرات إنسانية، أبرزها تكريم أبناء العسكريين الشهداء خلال احتفالات عيد الجيش في الأول من آب (أغسطس)، حيث تلتقي بالعائلات وتستمع إلى قصصهم، في تأكيد على دعمها الدائم لهم.
بعيدًا عن الرسميات، تدرك نعمت عون أن دور السيدة الأولى يتجاوز الإطلالات الإعلامية، فهو مسؤولية تتطلب الوعي، الصبر، والإرادة الصلبة لدعم القضايا الاجتماعية والإنسانية في لبنان. من خلال حساباتها على مواقع التواصل، يبدو أنها تتجه نحو دور تفاعلي يعكس قناعاتها، حيث تنقل رؤيتها ورسائلها بأسلوب مباشر وصادق.
التعليقات