إيلاف من لندن: كان لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس السوري، أحمد الشرع، في المملكة العربية السعودية، واجدا من النتائج المفصلية المهمة لجولة الرئيس الأميركي، وكل هذا تم تحت جناح الرياض.
وجاء اللقاء، اليوم الأربعاء، بعد إعلان ترامب بأن واشنطن تدرس تطبيع العلاقات مع سوريا، وذلك بعد يوم من إعلان رفع جميع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا استجابة طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وشارك في لقاء ترامب والشرع، ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني. انضم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الاجتماع هاتفيًا.
ترحيل الارهابيين
وفقًا لمتحدث باسم البيت الأبيض، حثّ ترامب الشرع على "ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين" والانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم التي من شأنها تطبيع العلاقات السورية مع إسرائيل.
كما حثّ الشرع على مساعدة الولايات المتحدة في مهمتها لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والتعامل مع مخزون البلاد المتبقي من الأسلحة الكيميائية.
وطالب ترامب نظيره السوري "بإصدار أومر بمغادرة جميع المقاتلين الأجانب الأراضي السورية"،
وقال ترامب لمجلس التعاون الخليجي بعد اجتماعه مع الشرع: "آمر برفع العقوبات المفروضة على سوريا لمنحها بداية جديدة. هذا يمنحها فرصة لتحقيق العظمة. كانت العقوبات مُشلّة للغاية وقوية للغاية".
وقال مراقبون إلاجتماع كان مميزًا، إذ كانت إدارة ترامب في السابق حذرة من التعامل مع الشرع، القائد السابق لجماعة هيئة تحرير الشام الإسلامية المتمردة.
وكان الشرع قد قاد الجناح السوري لتنظيم القاعدة وقاتل القوات الأميركية في العراق، حيث أمضى خمس سنوات في سجن أميركي.
وقلت صحيفة (الغادريان) اللندنية إن اجتماع ترامب - الشرع، بدا بمثابة خطة عمل لمزيد من التعاون الأميركي السوري، وسيتبعه مناقشات بين روبيو ونظيره السوري، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية السورية.
وأضافت الصحيفة: كان الاجتماع تتويجًا لأشهر من الدبلوماسية بين السوريين، بالإضافة إلى حلفائهم الأتراك والسعوديين، الذين اعتقدوا أن لقاء ترامب وجهًا لوجه سيساعد في إنهاء عزلة سوريا الدولية.
وكانت دمشق قد أعدت عرضًا لترامب تضمن الوصول إلى النفط السوري، وطمأنة إسرائيل بأمنها، ومقترحًا لبناء برج ترامب في دمشق.
شرعية السلطة الجديدة
ووُصف الاجتماع مع ترامب بأنه خطوة أساسية نحو الاعتراف بشرعية السلطة الجديدة في دمشق بعد الإطاحة ببشار الأسد من رئاسة سوريا في ديسمبر 2024، وسيساعد ذلك أيضًا في ترسيخ سيطرة النظام الجديد في دمشق، الذي كافح لبسط سلطته على خليط الميليشيات التي لا تزال تحكم أجزاء من سوريا التي مزقتها الحرب.
على الرغم من أن العقوبات فُرضت في الأصل على الأسد بعد حملته الدموية على المتظاهرين السلميين عام 2011، إلا أن الولايات المتحدة ودولًا أخرى أبقت على حظرها الاقتصادي على سوريا أثناء تقييمها للحكومة الجديدة التي يقودها الإسلاميون في دمشق.
ويُعدّ حماية الأقليات الدينية من أهم الشواغل الأميركية في سوريا. وأصدرت إدارة ترامب بيانًا شديد اللهجة حثت فيه دمشق على حماية الأقليات بعد أن أدت هجمات شنتها القوات الموالية للأسد إلى أعمال قتل انتقامية راح ضحيتها ما يقرب من 900 مدني، معظمهم من العلويين، في شمال غرب سوريا في مارس/آذار.
شروط إنهاء العقوبات
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد سلمت السوريين قائمة من 12 بندًا تتضمن شروطًا لإنهاء العقوبات، والتي تضمنت حماية الأقليات واحتفاظ الولايات المتحدة بحقها في توجيه ضربات ضد من تعتبرهم "إرهابيين" على الأراضي السورية. كانوا في طور التفاوض عندما أعلن ترامب فجأةً رفع العقوبات الأمريكية مساء الثلاثاء.
وقال ترامب في كلمة في الرياض، مساء الثلاثاء: "هناك حكومة جديدة نأمل أن تنجح في تحقيق الاستقرار في البلاد وحفظ السلام. سأأمر بوقف العقوبات المفروضة على سوريا لمنحها فرصةً للنمو والتطور".
جاء رفع العقوبات على الرغم من شكوك إسرائيل في الحكومة في دمشق. وقد أعلنت إسرائيل أنها لن تسمح للقوات الحكومية بالانتشار في جنوب سوريا، ونفذت عشرات الغارات الجوية في أنحاء البلاد خلال الأشهر الأخيرة.
وأشادت المملكة العربية السعودية بخطوة ترامب لرفع العقوبات، حيث أشاد الأمير محمد بالقرار في قمة مجلس التعاون الخليجي بالرياض.
وسيكون إنهاء العقوبات الأميركية خطوةً نحو إعادة دمج سوريا في النظام الاقتصادي الدولي، ودعمًا للاقتصاد المنهك الذي يحاول إعادة بناء نفسه بعد 14 عامًا من الحرب الأهلية.
التعليقات